الدفاع المدني والجمارك- بين النقد البناء والإشادة بالإنجازات

المؤلف: خالد السليمان08.11.2025
الدفاع المدني والجمارك- بين النقد البناء والإشادة بالإنجازات

مِن دواعي خَجَلي واستحيائي أن أمسك القلم لأوجه سهام النقد إلى مؤسستين حكوميتين جليلتين، لطالما آثرت لهما التقدير والثناء، وهما الدفاع المدني والجمارك. فالأولى، يسطر أفرادها ملاحم بطولية ويقدمون أرواحهم فداءً لإنقاذ المحتاجين ومد يد العون للملهوفين. والثانية، تمثل الحصن المنيع للوطن، وتتصدى بكل قوة وشجاعة لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه وسلامة شبابه عبر تهريب الممنوعات والسموم الخبيثة!

ولكن هذا الشعور بالتقدير والاحترام لا يمنح هاتين المؤسستين صك براءة من النقد البناء، ولا يجيز لهما التغاضي عن الأخطاء والهفوات. بل على العكس تمامًا، فالنقد الهادف والبنّاء يمثل بوصلة ترشد إلى مواطن الخلل والقصور، وأداة فاعلة لإصلاح الاعوجاج وتقويم المسار، مما يسهم في الارتقاء بمستوى الأداء وتحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفاعلية!

وبالمثل، يغمرني شعور بالسعادة والابتهاج عندما تسنح لي الفرصة للإشادة بمحاسنهما وإبراز إنجازاتهما، ودعم مساعيهما الحثيثة لتطوير أدائهما وتجاوز العقبات وتصحيح الأخطاء. وعندما انتقدت قبل أيام قليلة الازدحام الشديد وتكدس المسافرين في منطقة الجمارك بمطار الملك خالد الدولي، لمست اهتمامًا بالغًا من سعادة مدير عام الجمارك الأستاذ صالح الخليوي وسعادة مدير جمارك المطار الأستاذ سلطان الفهيد، حيث أكدا لي حرصهما الشديد على تشغيل جميع أجهزة التفتيش بكامل طاقتها خلال أوقات الذروة، ومتابعة سير العمل عن كثب عبر شاشات المراقبة التلفزيونية.

إلا أن الخبر الذي أسعدني كثيرًا وأثلج صدري، والذي تلقيته من مسؤولي المطار الأفاضل، هو البدء الفعلي في تنفيذ مشروع تطوير البنية التحتية لمنطقة مناولة الحقائب، وذلك بهدف تلبية المتطلبات الضرورية لعمليات التفتيش الجمركي قبل وصول الحقائب إلى سيور استلام المسافرين لأمتعتهم. ومن المتوقع أن يكتمل هذا المشروع الحيوي خلال الأشهر القليلة القادمة، ليتمكن المسافرون الأعزاء حينها من استلام حقائبهم بكل يسر وسهولة، والتوجه بها نحو بوابات الخروج عبر المسارين المعتمدين، الأخضر أو الأحمر، كما هو معمول به في العديد من المطارات العالمية المرموقة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة